القبة النحويةAl-Nahwiyah Dome

مدرسة متخصصة بتعليم العلوم اللغوية من صرف ونحو
(من أسمائها ايضاً: المدرسة النَّحْويّة والمعظميّة) تقع القبة النحوية في الطرف الجنوبي الغربي لصحن قبة الصخرة ويعود تاريخ تشييدها حسب ما ورد في لوحة النقش المثبتة على رقبة القبة من الداخل إلى العهد الأيوبي، على يد الأمير حسام الدين أبي سعد قيماز، والي القدس، في عهد الملك المعظم عيسى الأيوبي عام 604ه – 1207م، وذلك لتكون مدرسة متخصصة بتعليم العلوم اللغوية من صرف ونحو إضافة للقراءات السبع للقرآن الكريم. حيث قام الأيوبيون بتوسعة صحن الصخرة تُجاهَ الغرب مسافة 18 متراً ما أتاح لهم مساحة كافية لإنشاء المدرسة. تتكوّن المدرسة من طابقين: الطابق السفلي وهو رواق طوله حوالي ثلاثين مترا أسفل صحن الصخرة (منه عشرون متراً بناء أيوبي وعشرة امتار تعود للبناء الأموي للصحن) سمّي الرواق حسب رواية العمري 746ه / 1345م بالرّواق المعظمي (نسبة للمعظم عيسى) واستخدم كمخزن، كما وجد فيه بئر لتخزين الزيت، وفي أوقات أخرى استعمل كمصلى للحنابلة. أما الطابق العلوي فطوله حوالي خمسة وعشرين متراً، ويتكون من ثلاث غرف متصلة، حيث تقوم القبة الكبرى فوق الغرفة الغربية، بينما توجد قبة أخرى أقل ارتفاعاً فوق الغرفة الشرقية، وللمدرسة مدخل رئيس يقع في واجهتها الشمالية يمتاز بأعمدته الرخامية الملتفّة او المثعبنة (الأعمدة تلتف على بعضها كالثعابين). سميت بالقبة النحوية لشغف المعظم عيسى وحبه للغة العربية، كما سميت أيضا بالمدرسة المعظمية وقد أوقفها المعظم عيسى للدارسين من المذهب الحنفي. مثلت المدرسة منارةً لتدريس علوم اللغة والنحو منذ تأسيسها حتى العصر العثماني. وكان أول من تولى التدريس بها الشيخ شمس الدين بن رزين البعلبكي. تحولت القبة النحوية إلى مكتبة إبان الاحتلال البريطاني، وتستعمل اليوم كمقر لمحكمة الاستئناف الشرعية، وفي طابقها السفلي يوجد أرشيف المحكمة. وقد حماها هذا الاستعمال من أخطار الاحتلال، حيث إنها تشرف بشكل واضح على صحن الصخرة والمصلى القبلي كما تشرف على بابي المغاربة والسلسلة.